ثقافة إسلامية

احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها

احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها يعد من الأمور الغير محببة بالطبع وتسبب الكثير من المشكلات النفسية بسبب تأنيب النفس واللوم عليها، فالمرأة يجب أن تكون مخلصة لشريك حياتها في الواقع والأحلام وما دون ذلك يشير إلى مشكلة كبيرة يجب معرفتها حتى يتم إيجاد الحل الصائب، وسنوضح ذلك الأمر أكثر بموقع مرحبا.

احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها

بعض النساء تجد نفسها بشكل مفاجئ تحتلم برجل غير زوجها وهذا يعتبر من الأمور الغريبة التي تشير إلى ضرورة الانتباه من الوقوع في فعل هذا بالحقيقة، فالشيطان يزيد من الرغبة الداخلية بمخالفة القواعد الربانية الطبيعية والفطرة الإنسانية التي خلقنا الله بها.

فالاحتلام بحد ذاته من الممكن أن يحدث للمرأة كما يحدث للرجل وهذا ما أوضحه لنا رسول الله فعن أم سلمة أم المؤمنين قالت:

” جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا” [صحيح].

والحديث يوضح أن بالفعل الحياء مطلوب لكن يمكن أن يحدث هذا للمرأة وهي عليها أن تطهر إذا رأت أن هناك رجل يجامعها في المنام، وعلى ذلك فإن المشكلة هنا توضح لنا أن الغير محبب ليس الاحتلام دون قصد لكن السيئ هو الذي يكون بقصد التفكير في رجل آخر غير الزوج.

وهذا ما يسبب بعض المشاعر المختلطة التي تؤدي إلى تأنيب الضمير والدخول في حالة اكتئاب للإحساس بالخيانة فهي لا تقتصر على التلامس الجسدي فقط بل أيضًا بالقلب والعقل اللاواعي.

اقرأ أيضًا: شكل إفرازات الاحتلام عند المرأة

الأحكام الواجبة في الاحتلام

ما زلنا في موضوعنا احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها ومن هنا نشير إلى الأحكام الواجبة في هذه الحالة وعلى السيدة أن تنتبه لها حتى لا يكون عليها إثم.

فقد أوضحت دار الإفتاء أنها إذا شاهدت الماء السائل الدال على الشهوة موجود على ملابسها وشكله أصفر رقيق وشعرت بلذة النزول الخاص به في الوقت الذي خرج به فهو في هذه الحالة يطلق عليه المنيَ.

فالحكم هو الغسل والتطهر على الفور حتى تستطيع أن تشرع لقضاء الصلاة ولمس المصحف ونوضح أنها لو كانت صائمة فيكون باطل ويجب عليها أن تعوضه في يوم آخر.

أما الحكم الثاني فهو لا يوجب الغسل بل تغيير الملابس والوضوء وهو يكون في حالة رؤية ماء أبيض رقيق وعدم الشعور بالشهوة واللذة في الخروج وهو ما يطلق عليه المذي.

والتأخير في التطهر والغسل أمر لا يستهان به وهذا ما نوه عليه الرسول الكريم فعن علي بن أبي طالب روى أن النبي قال: ” لا تَدْخُلُ الملائكَةُ بَيْتًا فيه صورَةٌ، ولا كَلْبٌ، ولا جُنُبٌ” [صحيح].

وهذا ما يوضح قلة البركة في البيت الذي يكون فيه هذا الفعل لأنه بُعد واضح وصريح عن العبادة وتأخير الصلاة عن وقتها الشرعي ومن ثم يكون هناك مجال أوسع للشيطان حتى يبخ سمه ووسوسته في القلب.

 أسباب احتلام المرأة بغير زوجها

من خلال كلامنا عن احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها نوضح في السطور التالية ما هي الأسباب الرئيسية التي يمكنها أن تجعلها تفعل هذا، فمن الضروري معرفة الطريق الذي يؤدي إلى أي تصرف حتى يسهل العلاج.

فمن المعروف أن الزوجين من المفترض أن يكونا مخلصين لبعضهما حتى في التفكير لكن طبيعة النساء الداخلية يمكن أن تؤثر على عواطفها حتى لو كانت لم تخن زوجها بالفعل والسيدة التي تصاب بهذه الحالة بالتأكيد شعرت بما يلي:

1- عدم الإحساس بالمشاعر الجياشة

على الرغم من أن الزواج يجب أن يكون عن حب إلا أن الكثير من العلاقات سار في الاختيار العقلاني أي اختيار ما يناسب الظروف الحياتية مثل السن والمستوى الاجتماعي والرغبة في الحصول على الذرية الصالحة دون أن يكون القلب ولهان في حب شريك الحياة.

وعلى النقيض توجد فئة غير قليلة من النساء يكون الزواج بالنسبة لها هو بداية العيش في الحياة الرومانسية التي كانت تتمناها لكن زوجها يكون حاد في المشاعر ولا يهتم بكل الذي ترغب به.

وفي الحالتين التي ذكرناهما تكون النتيجة النهائية هي التفكير في بعض الأحيان بشخص آخر في المنام لعله يكون قادرًا على سد الاحتياج العاطفي الواسع.

2- الكبت الداخلي والصمت

من أكثر الأسباب الشائعة في هذا الأمر هو الكبت الداخلي الذي يحدث للمرأة بالوقت وهذا يكون بتحمل مسؤوليات زائدة عن الحد الطبيعي لها والرغبة في الهروب لأي مكان لكن تكون الظروف المحيطة غير متاحة.

وقد يكون الكبت ناتج عن قسوة الرجل رغم وجود الحب بينهما أو التعرض للإهانة التي لا تحتمل في البيت أو أمام العائلة والمارة في الشوارع ويكون مطالب منها أن تصمت حتى تكمل حياتها في الشكل المجتمعي المفروض عليها وخوفها من لقب المطلقة.

ومن ثم يكون التفكير هو العيش في الخيال مع فرد آخر غير زوجها والانجذاب لكل المغريات الخارجية التي تتعرض لها.

3- عدم الاستقرار والخلافات

 إن الزواج هو الاستقرار والسكن الحقيقي الذي يحمل في داخلة المودة والرحمة فهو إن خلى من هذا يكون من الأعباء في الحياة.

فعدم الاستقرار ببعد الزوج عن السيدة سواء بالانفصال والرجوع المتكرر أو السفر دون الاهتمام بحقوقها الزوجية يجعل داخلها نوع من الاضطراب النفسي الذي تشعر به أنها غير كافية وبالوقت تفقد الثقة في نفسها وتحاول أن تعيدها مرة أخرى.

وبالطبع الزوجة المخلصة لا يمكنها أن تعرض شرف شريكها للإهانة ومن وجهة نظرها يكون التخيل والاحتلام برجل آخر هو الحل.

ونعلم أن الأحلام حتى ترسم للعقل الكمال فيزيد الشعور بالسعادة والراحة على عكس الواقع ومن ثم بالوقت تجد نفسها تكرر هذا الفعل بشكل اعتيادي للأسف.

 4- الضعف الجنسي عند الزوج

من المشكلات الرئيسية التي قالها الأطباء النفسيون في هذه الحالة هي شعور الزوجة بأن شريك حياتها غير كافٍ لها وهذا يكون ناتجًا عن مرض عنده وهو يستكبر أن يخضع للعلاج حتى لا يتسبب في أي نوع من الحرج دون أن يفكر في حقوق شريكته أو يطلقها لتكون حرة يمكنها الزواج بالحلال بعده.

ويعد الغرور وعدم الاقتناع بالمشكلة رغمًا عن محاولات السيدات سبب لا يمكن الإغفال عنه في احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها.

اقرأ أيضًا: هل يجوز إخفاء الزنا عن الخاطب

 علاج مشكلة الاحتلام بغير الزوج 

 كما عرضنا أسباب احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها نشير إلى أهم طرق العلاج الفعالة التي يجب اتباعها حتى تنتهي هذه العادة، فهي شيء غير مقبول يمكن بالفعل أن يؤدي إلى كوارث غير عادية على الأخص إذا صرحت السيدة بهذا لشريك حياتها حتى تكيده، وكل ما عليها فعله هو:

1- الابتعاد عن المؤثرات الخارجية

إن المؤثرات الخارجية كفيلة أن تجعل المرأة تفكر في أشياء غير طبيعة بصورة كبيرة، فهي يجب أن تبعد نظرها عن مشاهدة المقاطع المثيرة أو التفكير بها، كما يجب عليها البعد عن مداعبة نفسها إذا كانت تفعل هذا لأنه حرام ويشكل لها أفكار غير متوازنة مع حياتها.

بالإضافة إلى أنها يجب عليها إقناع نفسها بالحياة التي تعيشها والرضا إذا كان هذا سوف يسعدها في المستقبل أو أن هناك فرصة للتغير في شكل الحياة مع الزوج، ومن المهم ألا تسمح لنفسها بأن تفكر برجل هي تعرفه موجود في إطار حياتها وعلاقتها المجتمعية حتى لا تجد نفسها وقعت بالذنب فهي يجب أن تتقي الشبهات.

2- تحصين النفس

إن الشيطان يكون مثل اللص ويفرح بالطبع عند احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها لذلك يجب عليها أن تزيد من تحصين نفسها كل يوم لتعمل على سد كافة الثقوب الصغيرة التي يمكن أن يوسوس منها الشيطان للنفس، فيجب المحافظة على:

  • المواظبة على الصلاة في مواقيتها عند سماع الآذان فهي تهذب النفس والعقل وتنهي عن الفحشاء والمنكر.
  • قراءة الأذكار الخاصة بالصباح والمساء.
  • المواظبة على قراءة آية الكرسي وآخر آيتين بسورة البقرة فإنهما يحمونها من وسوسة الشيطان.
  • المداومة على ذكر الرسول والصلاة عليه.
  • استغفار الله بقدر الإمكان.
  • قراءة الرقية الشرعية والبقرة أو المواظبة على سماعهم.
  • تجنب النوم على الجنب الأيسر والدعاء للنفس بالبعد عن الوساوس وقت الخلود للنوم.

اقرأ أيضًا: هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة

3- التحدث مع الزوج

في الوقت الذي تفعل فيه السيدة ما ذكرناه في السابق للعلاج يجب أن تتحدث مع شريك حياتها وتناقش معه كافة المشكلات التي يوجهونها في التعامل مع بعضهما ويشرعون في وجود الحل المناسب لهما.

فإن لم ينجح هذا من الممكن أن يتم الذهاب لمتخصص العلاقات الزوجية والأسرية فهو يمتلك العديد من الطرق التي تعمل على تقريب المسافات وزيادة الحب وهذا بالطبع يقلل احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها بالوقت، ونشير إلى أنه إذا زاد الأمر أو تعقدت الخلافات بشكل أشد فيجب أن يتم تدخل الأهل لأنهم يمتلكون حكمة أكبر وقدرة على خلق نوع من التفاهم والنصح الجيد.

احتلام المرأة المتزوجة بغير زوجها أمر لا يجب الاستهانة به فهو بالفعل يمكن أن يدمر حياة الزوجين والأبناء على الرغم من أن البعض يرى أنه موضوع بسيط ما دام لم يتم فعل هذه الأفكار بالواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى