تجارب صحية

تجربتي مع التهاب الأذن الخارجية وكيف تغلبت عليه

تجربتي مع التهاب الأذن الخارجية لم تكن طويلة ربما لم تتعدَ الأسبوعين تقريبًا ولكنها أثرت فيَّ إلى حد كبير، فأنا لم أكن أتوقع أبدًا أن إصابة بسيطة قد تكون سببًا في انهدام المشوار المهني لشخص في مجال العمل الذي يحبه، ولأهمية هذه التجربة بالنسبة لي سأعرضها كاملة مستوفية من خلال موقع مرحبا.

تجربتي مع التهاب الأذن الخارجية

أنا شاب مصري أبلغ من العمر 28 سنة وأقيم في مدينة مرسى مطروح بمصر، أعمل كمدرب سباحة للأطفال وهذا العمل الذي أحبه وتخصصت في السباحة بكلية التربية الرياضية من أجله، بالطبع عمل السباحين والمنقذين في الشواطئ ليس عملًا سهلًا بالمرة ومحفوف بالمخاطر سواءً لمن تنقذه أو تدربه على السباحة أو لنفسك.

كثيرًا ما تعرضت إلى الإصابات أثناء السباحة وبعض الخدوش والجروح نتيجة الصدام بالشعاب المرجانية في البحر، ولكن مؤخرًا تعرضت إلى مشكلة أخرى وهي التهاب الأذن الخارجية الذي لم أكن قد سمعت عنه من قبل، فأنا كل معرفتي ومعلوماتي عن التهابات الأذن أنها تصيب طبقة الأذن الوسطى فقط.

بدأت المشكلة منذ ثلاثة أشهر بالتحديد وكنت آنذاك أدرب العديد من الأطفال في فريقي استعدادًا لمسابقة السباحة من أجل الحصول على بطولة الجمهورية، لذا كان العمل مكثفًا جدًا وكنت شبه لا أخرج من حمام السباحة بقدر ما أبقى به لساعات طويلة.

بدأت بعد ذلك أشعر بحكة في أذني من الخارج وظللت أحكها حتى أصبحت حمراء جدًا، ظننت وقتها أن حشرة ما قد لدغتني ليس إلا فوضعت مرهم مضاد حيوي وكمادات ماء بارد على جلد الأذن حتى يزول الاحمرار ولا أشعر بالحكة، ولكن الأمر ظل مستمرًا وفي غضون ثلاثة أيام شعرت بتورم وألم يزداد كلما نزلت إلى المسبح.

أهملت الأمر وتحملت الألم لأنني كنت قد ركزت اهتمامي فقط على البطولة ولكن الألم كان أقوى مني مع الوقت، فلم أعد أتحمله ولم أستطع مواصلة التدريب من شدة الألم الذي يتزايد إذا حركت أذني أو مضغت شيئًا في فمي، فنصحني أحد زملائي بزيارة دكتور أنف وأذن وحنجرة لأنني بهذه الطريقة لن أتمكن من مواصلة التمرين.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب الشبكية الصباغي

الكشف عن التهاب الأذن الخارجية وتشخصيه

قررت فعلًا الذهاب إلى طبيب مختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة وشرحت له كل شيء وأوضحت له تفاصيل عملي وطبيعته، ولكنه فاجئني بأن كل ما أعاني منه هو بسبب كثرة بقائي في المسبح وأن هذه الحالة المرضية تسمى بأذن السباح، ولكنها ليست خطيرة ويمكن علاجها بسرعة بالأدوية والتوقف عن نزول حمام السباحة.

أوضحت له أني على مشارف الحصول على بطولة الجمهورية ولا يمكنني التوقف عن التمرين، فنصحني باستخدام سدادات للأذن وفوقها بونيه للماء والتأكد بعد الانتهاء من التمرين أن الأذن جافة تمامًا وخالية من الماء تمامًا، وهذا طبعًا إلى جانب اتباع نظام العلاج الصحيح والعام لهذه الحالة، وكان يتمثل فيما يلي:

  • القيام بإزالة فضلات العدوى من قناة الأذن.
  • التأكد دومًا من جفاف الأذن ونظافتها.
  • استخدام قطرة أذن تحتوي على الخل وبعض الستيرويدات القشرية.
  • استخدام قطرة أذن تحتوي على مضاد حيوي.
  • تناول جرعة واحدة يوميًا من أقراص المضاد الحيوي، ولكن هذا في حال تفاقم الحالة.

في الحقيقة لم يستمر الوضع على حاله أكثر من عشرة أيام حتى تعافيت تمامًا ولكنني ظللت استخدم سدادات الأذن والبونيه حذرًا من عودة الالتهاب مرة ثانية، ولكن فعلًا بالرغم من أن تجربتي مع التهاب الأذن الخارجية إلا أنها أفادتني كثيرًا، وعرفتني أمور كثيرة تخص هذه الحالة المرضية التي كانت من الممكن أن تحرمني من مزاولة عملي مدى الحالة.

ما هو التهاب الأذن الخارجية

عرفتني تجربتي مع التهاب الأذن الخارجية الكثير من المعلومات عن هذه الحالة، وأدركت أن التهاب الأذن الخارجية أو أذن السباح هي عبارة عن عدوى تصيب الجلد المغلف لقناة الأذن الخارجية، والذي غالبًا ما يحدث بسبب قضاء مدة غير قليلة من الوقت تحت الماء.

أو حتى في هواء شديد وتبدأ الإصابة بأعراض بسيطة وخفيفة جدًا ولكنها سرعان ما تتطور وتأخذ منحىً آخر، وجدير بالذكر أن هذه المشكلة تصيب الكبار أكثر من الصغار وهم الأكثر استجابة لها.

أما بالنسبة إلى كيفية حدوث الالتهاب والعدوى من الأساس فلقد أخبرني الطبيب بآليتها، وما أخبرني به هو أن قنوات الأذن الخارجية تتمتع بوسائل دفاعية فطرية تمكنها من الحفاظ على نظافتها طيلة الوقت وتحميها من الإصابة بالعدوى، والسمات الوقائية أو وسائل الحماية تلك تتضمن ما يلي:

  • غشاء رقيق حمضي بنسبة بسيطة يكون طاردًا للماء ويبطن قناة الأذن ويحول دون نمو البكتيريا فيها، ويعد شمع الأذن هو تجمع من ذلك الغشاء الشمعي وخلايا الجلد الميت وغيرها من الزوائد والشوائب التي تنتقل للخارج عبر فتحة الأذن لكي تبقى نظيفة.
  • الأذن الخارجية التي تحيط بفتحة قناة الأذن، والتي تحول دون عبور أي جسم غريب إلى الداخل.

أما ما يخص كيفية حدوث الالتهاب والعدوى من الأساس فهو يتلخص في فقدان الأذن الخارجية لهذه الوسائل الدفاعية الفطرية، مثل رطوبتها لمدة طويلة مما يساعد البكتيريا على النمو أو التعرض لماء غير نظيف، أو تعرض الجلد الحساس لقناة الأذن إلى التلف، مما يؤدي إلى خلق فجوة تمكن العدوى والالتهابات من المرور عبرها.

أعراض الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية

إن الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية لا يظهر ويتطور فجأة بين عشية وضحاها، بل لهذه الحالة أعراضًا كثيرة متفاوتة القوة سأوضح كل منها على حدة فيما يلي:

1- الأعراض الأولية

تكون هذه الأعراض هي الأعراض المبدئية أو البسيطة والتي تمثل بداية الإصابة، وتكون كالآتي:

  • الشعور بحكة في قناة الأذن.
  • ملاحظة احمرار خفيف في قناة الأذن.
  • الإحساس بانزعاج وعدم ارتياح وخاصةً عند شد صيوان الأذن أو حتى الضغط على زنمة الأذن.
  • تكرار خروج سوائل شفافة عديمة الرائحة من الأذن.

2- الأعراض المتوسطة

هذه الأعراض تكون في المرحلة الثانية أو المتوسطة من مراحل الإصابة بالتهاب وعدوى الأذن الخارجية، وهي تتمثل في:

  • زيادة الشعور بالحكة في الأذن.
  • زيادة احمرار الأذن.
  • ظهور مشكلات في السمع كأن يصبح الصوت مكتومًا أو منخفضًا.
  • زيادة حدة الألم في الأذن.
  • خروج سوائل من الأذن بكمية كبيرة.
  • الإحساس بامتلاء في الأذن وانسداد أو انغلاق جزئي في قناة الأذن نتيجة للتورم وتراكم السوائل فيها.

3- الأعراض المتقدمة

في هذه الحالة تظهر أعراضًا من الدرجة الثالثة لتكون دلالة على بلوغ الحالة مستوً خطير من التدهور، والأعراض هنا تكون عبارة عن:

  • الإصابة بالحمى.
  • حدوث انسداد تام في قناة الأذن.
  • تورم واحمرار الأذن الخارجية.
  • زيادة الألم وامتداده حتى يشمل الوجه والرقبة وجانب الرأس.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة.
  • تقشر الجلد في داخل ومحيط قناة الأذن.
  • خروج إفرازات مائية أو صديد ذو رائحة كريهة من الأذن.
  • التهاب وتورم الغدد الليمفاوية الموجودة في الحلق.
  • الشعور بتهيج وحكة شديدة في قناة الأذن ومحيطها.
  • الشعور بألم في حال تحريم الأذن أو الفك.
  • فقدان جزئي للسمع في حال كان التورم الداخلي شديدًا.

اقرأ أيضًا: قصتي مع سرطان العظام

عوامل خطر الإصابة بأذن السباح

هناك بعض الأمور التي نقوم بها في يومنا ولا نعرف أنها قد تؤدي إلى الإضرار بالأذن الخارجية وتتسبب في التهاباها وزيادة نسبة الاحتمالية في الإصابة، وتلك العوامل هي:

  • استخدام سماعات الأذن لوقت طويل كل يوم.
  • ارتداء أجهزة الأذن مثل المعينات السمعية التي قد ينتج عن استخدامها إحداث شقوق صغيرة في جلد الأذن.
  • القيام بتنظيف الأذن بأظافر اليد أو المسحات القطنية أو مشبك الشعر، حيث إن ذلك كله قد يؤدي إلى خدش الأذن من الداخل أو حدوث كشوط فيها.
  • التعرض لنسبة مرتفعة جدًا من البكتيريا في المياه.
  • الرطوبة الزائدة في قناة الأذن بسبب فرط التعرق، أو التعرض لجو رطب لفترة طويلة أو بقاء الماء في الأذن بعد السباحة.

حالات طارئة لالتهاب الأذن الخارجية

لقد أوضح لي الطبيب أن هناك بعض حالات التهاب الأذن الخارجية يجب أن يتوجه فيها المريض إلى الطبيب المختص على الفور وألا ينتظر، وهذه الحالات تتلخص فيما يلي:

  • اشتداد الألم حتى يصبح غير محتمل.
  • الشعور بدوار أو طنين شديد في الأذن وهذا يدل على ظهور مشكلة أخرى أكثر خطورة بسبب التهاب الأذن الخارجية.
  • حدوث طفح جلدي على فروة الرأس وتحديدًا على مقربة من الأذن، حيث إن ذلك يشير إلى الإصابة بالهربس النطاقي.
  • الإصابة بحمى شديدة ومفاجئة.

مضاعفات التهاب الأذن الخارجية

عرفت من خلال تجربتي مع التهاب الأذن الخارجية أن هذه المشكلة غير خطيرة في حال تم علاجها منذ البداية، ولكن نتيجة الإهمال تحدث مضاعفات كثيرة مثل:

  • الإصابة بعدوى طويلة الأمد أو التهاب مزمن في قناة الأذن الخارجية.
  • إصابة الأنسجة العميقة أو النسيج الخلوي بالعدوى الشديدة.
  • حدوث تلف في العظام والغضاريف، أي التهاب العظم والنقي المبكر لقاعدة الجمجمة.
  • اتساع نطاق العدوى وانتشارها.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع كيروفيت

نصائح للوقاية من حالة أذن السباح

بإمكان أي شخص أن يقي نفسه من الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية باتباعه نمطًا صحيحًا، ولقد نصحني طبيبي بمجموعة من الإرشادات التي أحافظ حتى الآن على تطبيقها، وهي:

  • الحفاظ على جفاف الأذنين جيدًا بعد الاستحمام أو الخروج من حمام السباحة أو البحر، والتأكد من تفريغ بقايا المياه من قناة الأذن بالكامل ثم تجفيف الأذن الخارجية ومسحها بمنديل ورقي نظيف.
  • استخدام قطرات الأذن الوقائية التي تحضر في المنزل من الخل الأبيض والكحول المطهر.
  • تجنب السباحة في البحر أو البحيرات والأنهار في الأوقات التي يحذر فيها من السباحة نتيجة لانتشار البكتيريا في المكان.
  • ارتداء بونيه خاص بالسباحة لحماية الأذنين أو يمكن وضع سدادات للأذن أثناء السباحة.
  • حماية الأذنين من أي مواد تتسبب في تهيجها مثل صبغات الشعر أو مثبتاته.
  • استشارة الطبيب أولًا قبل السباحة بعد الخضوع إلى عملية جراحية في الأذن أو الإصابة المسبقة بأي التهاب في الأذن.
  • عدم إدخال أي أداة أو شيء غريب إلى الأذن لأن ذلك قد يؤدي إلى خدشها والتهابها.

كانت تجربتي مع التهاب الأذن الخارجية أمر بسيط وليس خطيرًا ولكن ربما لم تكن خطيرة لأنني وجدت من يمنعني عن الإهمال، ربما إذا لم يساعدني صديقي وينصحني يومها لما تمكنت من اجتياز هذه المشكلة بسرعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى