ثقافة إسلامية

هل يجوز عدم غسل الشعر بعد العلاقة الزوجية للرجل

هل يجوز عدم غسل الشعر بعد العلاقة الزوجية للرجل؟ من الأسئلة الي تراود الكثير من الرجال المتزوجين، إذ إنه من المعروف أن العلاقة الزوجية يجب أن يتبعها غسل للجسد ولكن هل يلزم أن يطال الغسل ذلك الشعر؟ هذا ما سنتعرف إليه ونوضحه من خلال موقع مرحبا.

هل يجوز عدم غسل الشعر بعد العلاقة الزوجية للرجل

إن العلاقة الزوجية أحلها الله لضمان استمرار نسل سيدنا آدم عليه السلام أي استمرار البشرية لتعمير الكون، وكما فرض ذلك فإنه فرض ضوابط يجب الانتباه لها وتطبيقها، وكان منها الاغتسال بعد العلاقة الزوجية وذلك الفرض ليس تعذيبًا أو عقابًا بل هو لحكمة وهي أن عدم الاغتسال يمكن أن يسبب الضرر للطرفين.

إذ إنه من شروط صحة الغسل بعد الجنابة هو أن يغطي الماء ويصل لكل أنحاء الجسم ويتخللها بالإضافة إلى الشعر، كما أنه يجب أن يصل إلى جذوره لأن الشعر جزء من الجسد، لذلك فإن إجابة السؤال السابق هي لا يجوز، والحكم ذلك يسير على المرأة كما الرجل.

اقرأ أيضًا: هل يجوز إخفاء الزنا عن الخاطب

حكم عدم الاغتسال بعد العلاقة الزوجية

تعرفنا فيما سبق على إجابة سؤال هل يجوز عدم غسل الشعر بعد العلاقة الزوجية للرجل، ولكن يمكن هنا أن يظهر سؤال آخر مهم عن حكم عدم الاغتسال بعد العلاقة الزوجية أو تأخير الاغتسال، والحكم هنا أن ذلك غير جائز لأن بذلك يكون المسلم غير قادر على تأدية الفروض المطلوبة منه من صلاة وصيام وغيرها.

إذ إنه من شروط الصلاة طهارة البدن، بعض العلماء يرون أنه لا يمكن الإمساك بكتاب الله تعالى من قبل شخص غير متوضئ فما بالك بالذي على جنب، الجدير بالذكر أن الأمر سيان للرجل والمرأة.

متى يكون الغسل بعد العلاقة الزوجية في رمضان

فالعلاقة الزوجية في نهار رمضان معروف أنها محرمة من وقت أذان الفجر إلى صلاة المغرب، ولكن يُباح أن تُقام العلاقة في الليل قبل بزوغ الفجر.

يمكن هنا الغسل بعد الفجر فلا مانع ولا حرج ويكون الصيام صحيحًا ولا إثم، والأمر يسري على الرجل وكذلك على المرأة، ولكن يجب التنويه إلى أهمية الاغتسال قبل شروق الشمس حتى لا تضيع صلاة الفجر عليهم.

أضرار تأجيل الغسل من الجنابة

ذكرنا سابقًا في الحديث عن هل يجوز عدم غسل الشعر بعد العلاقة الزوجية للرجل أن الغسل فرضه الله تعالى لأن عدم فعله يسبب أضرار، ومن ضمن تلك الأضرار ما يلي:

1- الإصابة بالالتهابات والفطريات

إن تأخير الاغتسال وتنظيف الجسد يمكنه أن يزيد من فرص نمو البكتيريا الضارة والفطريات، إذ إن الأماكن الحساسة تصير بيئة مناسبة لها وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالتهابات وكذلك تزداد فرص حدوث تهيجات وحكة، ومن الممكن أن يتفاقم الأمر فتنتقل البكتيريا تلك إلى ما حول الأعضاء التناسلية وتؤثر على الخصوبة.

2- الرائحة الكريهة

كما ذكرنا سابقًا فإن فرص نمو البكتيريا تزداد وهو ما يُعرض أكثر لأن تكون المنطقة التناسلية ذات رائحة كريهة، كما يمكن أن تحدث الإصابة بالالتهابات الجرثومية التي ينتج عنها إفرازات.

3- حرقان البول

بسبب انتشار البكتيريا والفطريات في المناطق المحيطة بالمنطقة الحساسة بسبب تأخر الاغتسال فإن مجرى البول يمكن أن يتعرض لالتهابات وهو ما يظهر في صورة حرقان عند التبول، بالنسبة للرجال فيجدر الذكر أن السائل المنوي يمكنه أن يصل إلى مناطق مختلفة من الجسم وهو ما يمكن أن يسبب أضرار كثيرة.

4- الخمول والكسل

الشبكات العصبية الحسية تتنبه عندما يستعيد الجهاز العصبي نشاطه وحيويته بعد الاغتسال، وكذلك يزداد تدفق الدم للمخ، وتأخير الغسل يلغي ما سبق ويتفاقم الشعور بالتعب والخمول وانخفاض الطاقة.

5- آلام الظهر

بسبب العلاقة الزوجية فإن العضلات والفقرات في الظهر تتعرض لضغط، وبعد الانتهاء فإنها تتعرض لارتخاء مخلفة ورائها آلام، والاغتسال يساعد في تنشيط الدورة الدموية ووصول الدم إلى مناطق الألم.

اقرأ أيضًا: هل عدم إزالة الشعر يبطل الصلاة للنساء

كيفية الاغتسال بعد العلاقة الزوجية

قد نجد أن البعض إلى هذا الوقت لا يعرف طريقة الاغتسال بعد العلاقة الزوجية ويكتفي بالاستحمام العادي فقط ولكن ذلك لا يفي بالغرض ولا يُخلص من الجنابة، والغسل بعد العلاقة الزوجية أي بعد الجنابة ذُكر في القرآن الكريم في قول الله تعالى:

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ) [سورة المائدة – الآية].

لذلك سنتعرف إلى طريقة الغسل الصحيحة في التالي:

1- تحقيق الأركان

عبارة عن مجموعة من الفرائض التي لا غنى عنها وبدونها لا يصح الاغتسال، وتكون كما يلي:

  • النية: النية محلها القلب أي ينوي المسلم بداخله الاغتسال من الجنابة، واتفق على ذلك مذاهب الشافعية والحنابلة والمالكية.
  • غمر الشعر والبشرة بالماء: كما ذكرنا سابقًا فلا غنى عن غمر كل أجزاء الجسم بالماء وكان منهم الشعر والبشرة، وذلك لما رُوي عن جبير بن مطعم عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:

    أمَّا أَنا فآخذُ مِلءَ كفِّي ثلاثًا فأصُبُّ علَى رَأسي، ثمَّ أفيضُ بعدَهُ علَى سائرِ جَسَد يأمَّا أَنا فآخذُ مِلءَ كفِّي ثلاثًا فأصُبُّ علَى رَأسي، ثمَّ أفيضُ بعدَهُ علَى سائرِ جَسَدي” [حديث صحيح – البدر المنير].

  • المضمضة والاستنشاق: لضمان وصول الماء إلى مختلف أنحاء الجسد، ويرى الحنابلة والحنفية أنه فرض.
  • فك الضفائر: يُقصد هنا إن كان الشعر مربوطًا يتم فكه، ويكون ذلك في حالة كان الربط يعيق وصول الماء للشعر جيدًا، بينما إن كان يصل بشكل طبيعي حتى وهو مربوط فلا مانع من غسله وهو هكذا، وذلك باتفاق الفقهاء.
  • التدليك: هذا الإجراء عليه خلاف بين العلماء ما إن كان فرضًا أو سنة، فيرى المالكية أنه واجب أما الشافعية والحنفية والحنابلة يرون أنه سنة.
  • الموالاة: كذلك هذا الإجراء عليه خلاف، فيرى الحنابلة والشافعية والحنفية أنه سنة، ولكن يرى الحنابلة أنه إذا غفل عنها المغتسل وجفت أعضاؤه فيمكنه أن يأتي بالنية وجوبًا في حالة أراد إتمام غسله، ويرى المالكية أنها فرض لا يمكن التنازل عنه.

2- تحقيق السنن

هناك بعض السنن التي يمكن اتباعها في الغسل والتي هي ليست فرضًا أي أن تركها لا يبطل الاغتسال ولكنها من باب الحصول على الثواب، ومن هذه السنن ما يلي:

  • التسمية: يرى الشافعية والحنفية أنها سنة، بينما الحنابلة يرون أنها واجبة.
  • إزالة الأذى: الشافعية والحنابلة يرون أن إزالة الأذى عن الجسد من اكتمال الغسل.
  • غسل الكفين: يتفق عليه الفقهاء جميعًا.
  • الوضوء: يتفق الجمهور على أنه سنة.
  • البدء بالجزء الأعلى من الجسم: ذلك وفقًا لقول الشافعية.
  • البدء باليمين: يتفق الفقهاء على ذلك.
  • التثليث: يرى الشافعية والحنابلة والحنفية أن غسل الأعضاء ثلاث مرات سنة.

من المهم التعرف على أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالطهارة والنظافة، إذ إنه لا تصلح أي عبادة للشخص بسبب أنه على جنابة أو غير طاهر، فيجب الانتباه لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى